الأربعاء، 24 أغسطس 2016

نبذة عن حياة الجاحظ

عمرو بن بحر الجاحظ الكنعاني
صورة الجاحظ من ذهن الراسم
صورة الجاحظ من ذهن الراسم

اسمه عمرو بن بحر، وكنيته أبو عثمان، ولقب بالجاحظ؛ لأن عينيه كانتا بارزين من حدقتيهما الواسعتين، وكان أسود اللون، فاختلف في أصله، ذهب بعضهم إلى أنه كان مولى لأبي القلمس عمرو بن قلع الكناني من العناصر الأفريقية التي تداخلت في العنصر العربي، وقال بعضهم بانه كان عربيا خالصا، وإنما جاء السواد من قبل احدى جداته في عمود نسبه.
ولد الجاحظ في مدينة البصرة سنة خمس وسبعين وسبعمائة من الميلاد، توفي والده في حديث سنه، فنشأ وترعرع في البصرة التي كانت أكبر حواضر العلم والأدب بعد بغداد في ذلك العصر، وقضى أكثر عمره فيها، يجتمع في مسجدها مع رفاقة طائفة من العلماء وأرباب الأدب والنحو واللغة الذين كانوا عرفوا بـ "المسجديين"، فأقبل الجاحظ إليهم يجالسهم ويأخذ عنهم الكثير من العلوم والآداب بفضل ذكائه وحافظته، وقد كان تعلم القراءة والخط في احدى الكتاتيب، فبرع في صحبتهم في الفصاحة وأساليب التعبير شفاها عن خطباء العرب في سوق "المربد"، فأخذ كثيرا من علوم العربية عن أبي عبيدة معمر بن المثنى والأصمعي وأبي زيد الأنصاري، وأخذ النحو خاصة عن الأخفش، وعلم الكلام عن أبي اسحاق ابراهيم النظام، وعلاوة هذا كان له شغف خاص بمطالعة الكتب، فكان يتردد منذ حداثته إلى سوق المربد ويكتري حوانيت الوراقين ويبيت فيها مطالعا.
كان الجاحظ في أول أمره ضيق الرزق، يبيع الخبز والسمك بسيحان، وهو نهر بالبصرة، ثم انتقل إلى بغداد، وتردد إلى مجالس الأدباء كابن وهب وابن الزيات، ووجد عندهم مالم يجده عند مشائخه الذين أخذ عنهم الشعر والأدب، وبهم عرف ماهية الشعر وقام بحق الأدب والكتابة، وظل هكذا يتوسع في ماحصله حتى تمت له ثقافة راقية، وتنبه عقله، فتمكن من التعرض لقضايا خطيرة في الدين، وكان يعرف الفارسية، فيكثر من مطالعة المؤلفات الفكرية والفلسفية، ثم شرع في التأليف، وكان ينسبها في أول أمره إلى ابن المقفع وسهل بن هارون حتى استولت له شهرة كبيرة بين كتاب عصره، فعلا نجمه، وترامت تلك الشهرة إلى أذن المأمون، وقرأ المأمون كتابا له "كتاب الإمامة"، واعجب به، فاستقدمه وسأله أن يكتب له رسالة في العباسية، ثم أقامه على ديوان رسائله، ولكنه كره حياة الديوان، فلم يلبث فيه سوى ثلاثة أيام وخرج.
وفي آخر حياته أصيب بفالج نصفي، فعاد إلى البصرة، حيث لزم بيته، فهرع العلماء والأدباء إلى زيارته، ثم أصيب بداء النقرس، وفي المحرم من سنة مائتين وخمسة وخمسين (٢٥٥ هـ- 868 م) سقطت عليه مجلدات من كتب، وهو جالس بينها يقرأ، فمات وعمره كان نحو ست وتسعين سنة.
وكان الجاحظ قبيح المنظر، مشوه الوجه، ناتي العينين، ولكنه كان مطبوع على الظرافة والفكاهة، ينظر إلى الأمور نظرًا ليس هو نظر السوداوي وﻻ نظر العصبي، وكان رجلا واقعيا ينظر إلى الأمور كما هي، ومعاشرته كانت معاشرة رجل حلو الحديث، حسن المحاضرة، حاضر الجواب، سريع النكتة، وكان يحب اللهو وسماع القياع والمغنين، كما كان مفطورا على الوفاء لأصحابه والثبات على ودهم، ولئن حرص على شيء في حياته فعلى الوقت الذي كان لديه أثمن من المال، والمال يبذله بسخاء، أما الوقت فلا يضيع منه ما يمكن شغله بالمفيد.
 كان الحاحظ ذكيا غريب الذكاء، قوي الملاحظة، واسع التفكير، بارعا في كثير من علوم اللغة والآداب ومن العلوم الطبيعية والعقلية، وكان مفكرا حرّا، قليل الأهتمام بماتواضع عليه الناس.
والجاحظ في أسلوبه فصيح الألفاظ، متين التركيب، يمزج الجد بالهزل ويكثر التهكم كما يكثر الاستطراد، ويرى الجاحظ أن حقيقة البيان هي الكشف عن المعنى بألفاظ تؤدي إلى الفهم والإفهام.
وللجاحظ شيء من الشعر، فيبدو أنه كان قد حاول التكسب بالشعر في أول أمره، ثم اختص بالكتابة، وأسلوبه شديد الإتصال بأسلوب ابن المقفع في كتاب كليلة ودمنة، إلا أن أسلوب الجاحظ أمتن وآنق، ثم نهج منهجه، وأبدع أسلوبه الخاص، فظهرت المدرسة الجاجظية في الكتابة وشاعت، ونحن اليوم إذا أردنا أن نخطب أو نكتب في مجلة أو جريدة لجأنا في الأكثر إلى أسلوب ابن المقفع، وأما إذا أردنا أن نكتب مقدمة لكتاب أو أن نطنب في وصف أمر من الأمور خطابة أو كتابة فإننا نلجأ عادة إلى أسلوب الجاحظ.

كتب الجاحظ

كتب الجاحظ كثيرة جدا ومتنوعة الموضوعات، فقد كتب في معظم الفنون التي كانت معروفة في أيامه.

من كتبه في الفلسفة والإعتزال والدين:

1- الاستطاعة وخلق الأفعال
2- الإعتزال وفضله
3- خلق القرآن
4- آي القرأن
5- الاحتجاج لنظم القرآن
6- الإمامة
7- الرد على اليهود
8- الرد على المشبه
9- الدلائل والإعتبار على الخلق والتدبير

من كتبه في السياسة والإقتصاد:

1- الإستبداد والمشاورة في الحرب
2- أقسام فصول الصناعات ومراتب التجارات
3- الزرع والنخل والزيتون والأعناب
4- رسالة في مناقب الترك وعامة جند الخلافة
5- رسالة في الخراج

من كتبه في الإجتماع والاخلاق:

1- اخلاق الشطار
2- اخلاق الفتيان وفضائل أهل البطالة
3- خصومة الحول والعور
4- رسالة في إثم السكر
5- البخلاء

من كتبه في العصبية وتاثير البيئة:

1- العرب والعجم
2- القحطانية والعدنانية
3- العرب والموالي
4- مفاخرة السودان والحمران
5- رسالة في فخر السودان على البيضان

من كتبه في التاريخ والجغرافية والطبعيات والرياضيات:

1- الملوك والأمم السالفة والباقية
2- الأخبار وكيف تصح
3- الأمصار
4- المعادن
5- نقص الطب
6- طبقات المغنين
7- الحيوان
8- الكلاب
9- الأسد والذئب
10- رسالة في الكيمياء
11- رسالة في القيان

من كتبه في الشعر والعلوم اللسانية والأدبية:

1- البيان والتبيين
2- المحاسن والأضداد والعجائب والغرائب

من كتبه في موضوعات شتى:

1- الأخوان
2- رسالة التربيع والتدوير
3- رسالة في العشق والنساء

الأربعاء، 17 أغسطس 2016

نبذة عن حياة عبد الله بن المقفع

عبد الله بن المقفع

صورة ابن المقفع من ذهن الراسم
هو عبد الله بن المقفع، كنيته أبو محمد، كان فارسي الأصل، ولد في مدينة "جور" بفارس، سنة أربع وعشرين وسبعمائة من الميلاد، وكان اسمه روزبه، واسم والده دازويه، وكان ابوه يتولى خراج فارس للجاج بن يوسف، فألزم بالسرقة من مال السلطان، فضربه الحجاج حتى تفقعت يده، فسمي بالمقفع.
انتقل ابوه إلى البصرة، فنشأ فيها ابن المقفع، واحتك فيها بالعرب والثقافة العربية، وجعل يكتب بأسلوب عربي فارسي، في لغة سمحة، وتفكير عميق، فتعالى صيته، وانتشرت سمعته، ومالت الأنظار والقلوب إليه، حتى استدعي إلى ديوان بني أمية، فجعل يكتب لعمر بن هبيرة، ثم ليزيد بن عمر هبيرة الذي كان والي العراق من قبل مروان الأموي، ثم كتب لأخيه داود بن هبيرة، وكان حينئد في العشرين من عمره.
وكان يدين بدين الزرداشتية حتى إلى عهد بني أمية، وبعد الانقلاب العباسي اتصل بعيسى بن علي، عم السفاح والمنصور، الذي كان والي الأهواز، فأسلم على يده، وجعل يكتب له، واستمر في خدمة عمله حتى قتله سفيان بن معاوية والي البصرة من قبل المنصور، فقطع منه عضوا عضوا ورمي به في التنور، فتوفي سنة تسع والخمسين وسبعمائة من الملاد، في الخامسة والثلاثين من عمره.
واختلف في سبب قتله، فقيل: لأنه كان على الزندقة، وقيل: بل أراد المنصور أن يستدرج عمه عبد الله بن علي، وقيل: إنه ألف كتاب كليلة ودمنة تعريضا بالمنصور وتلميحا إليه، والأغلب: أنه قتل بسبب تشدده في كتابة صيغة الأمان التي وضعها ابن المقفع ليوقع عليها أبو جعفر المنصور أمانا لعبد الله بن علي عم المنصور، فأفرط ابن المقفع في الاحتياط فيها حتى ﻻيجد المنصور منفذا للإخلال لعهده، فقد كتب فيها أن المنصور إن أخل بشرط من شروط هذا الأمان كانت نساؤه طوالق وكان الناس في حل من بيته.
كان ابن المفقع من أقوى الشخصيات في عالم الأدب العربي، فكان قويا في خلقه، قويا في عقله وسعة علمه، قويا في لسانه، وكان علمه واسعا لإتساع معارفه، فقد جمع إلى الثقافة العربية الثقافة الفارسية والثقافة اليونانية والثقافة الهندية عن طر يق الفارسية، فهو زغيم المدرسة الكتابية الأولى في العهد العباسي وإمامها، وكان له يد طويلة عبقرية في فن الترجمة والنقل.
وكان ابن المقفع شديد الذكاء، عقله اكبر من علمه، دقيق الملاحظة، بارعا في معالجة المادة الحسية والعقلية، وكان بارعا في البحث والتحليل وفي سرد القصص وضرب الأمثال.
والالفاظ عند ابن المقفع فصيحة، والتركيب عنده صحيح سهل، إلا أن جمله طويله متعانقة، وهو بارع في التصرف بأحرف الجرّ الكثيرة وبأسماء الموصول، واسلوبه خال من الصناعة، وانه كان كاتبا مترسلا متوظفا، ولكن شهرته تقوم على كليلة ودمنة. 

عن كتابه كليلة ودمنة

فكليلة ودمنة هو كتاب فيه اربع مقدمات، ثم خمسة عشر بابا تدور حول أسئلة يلقيها ملك من ملوك الهند، يدعونه "دبشليم" على فيلسوف معاصر له، يزعمون أن اسمه "بيدبا"، وقد أجاب بيدبا على هذه الأسئلة بأجوبة مناسبة، ثم ضرب على ما أجاب به أمثلة.
وفي هذا الكتاب يتعلم الأمراء كيف يحكمون الرعايا، وكيف يتعايش الناس فيمابينهم، أويشيرون على طاعة أولي الأمر منهم، وعمدة الكتاب أن ثمة مثلا عليا ثابتة من طاعة السلطان وحسن الصداقة وفن الصدق في القول والعمل ومن أدب الضيافة.
وفي أصل هذا الكتاب إختلاف، فكتب ابن المقفع في مقدمته: أن الكتاب هو هندي الأصل، نقله الفرس إلى لغتهم، ثم جاء هو ونقله من البهلوية (الفارسية القديمة) إلى العربية.
وقال بعضهم: إن الكتاب قد وضعه ابن المقفع بنفسه؛ لأن الكتاب غير معروف في الآداب القديمة، ولايوجد اسم دبشليم الملك، ولا بيدبا الفيلسوف في التاريخ، وما في الكتاب من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآراء الفقهية يدل على أن الكاتب قد نشأ في بيئة اسلاميةعربية محض.
وقال بعضهم: إن هذه القصص والأمثال كلها كانت معروفة، وكانت توجد بأعيانها أو بأشباهها عند اليونان وعند الفرس وعند اليابانيين، فابن المقفع هو إنما نقل الآراء الأجنبية إلى اللغة العربية، وصاغها صياغة عربية تلائم البيئة العربية.

الأعمال الكاملة لابن المقفع:

في التاريخ: 

1- خداينامه (في سير ملوك العجم)
2- آين نامه (في عادات الفرس و|آدابه)
3- التاج (في سيرة انوشيروان)
4- الدرة اليتيمة والجوهرة الثمينة ( في أخبار السادة الصاليحين)
5- مزدك

في الفلسفة:

1- قاطيوغورياس (المقالات العشر)
2- باري ارميناس (في العبارة)
3- انالوطيقا (تحليل القياس)

في الأدب والإجتماع:

1- الأدب الكبير
2- الأدب الصغير
3- كليلة ودمنة

الرسالة:

1- رسالة الصحابة، أو الهاشمية، (في نقد نظام الحكم واصلاحه)، وهي رسالة كتبها إلى أبي جعفر المنصور.

الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

الأرجوزة

الأرجوزة

الرجز لغة :

هو ان تضرب رجل البعير أو فخذيه إذا أراد القيام أو أثار ساعة ثم تنبسط، والرجز داء يصيب البعير والناقة ترتعش منه أفخاذها ومؤخرتها عند القيام، ومنه سمي الرجز من الشعر لتقارب أجزائه وقلة حروفه، ومنه قول الراعي النميري يصف الأثافي:
                                      ثلاث صلين النار شهرا وارزمت
                                      عليهن رجــزاء القـيــــام هـــدوج

الرجز اصطلاحا:

هو فن من فنون الادب العربي يقع على البحر يسمى الرجز، وسمي بذلك لمناسبة بينه وبين معناه اللغوي، وهو شعر يسهل في السمع ويقع في النفس لخفته، حتى سماه النقاد حمار الشعر؛ لأن كل شاعر يستطيع ركوبه لسهولته، وأجمع النقاد على أنه أول الشعر العربي.

وجه التسمية:

أطلق على هذا البحر من الشعر رجزا لأنه تتوالى فيه الحركة والسكون، ثم الحركة والسكون، وهو يشبه في هذا بالرجز في رجل الناقة ورعشتها حين تصاب بهذا الداء فهي تتحرك وتسكن، ثم تتحرك وتسكن، ويقال لها حينئذ رجزاء.

الفرق بين الرجز والقصيدة:

الرجز نوع من أنواع الشعر العربي، يكون كل مصراع منه منفردا بيتا، أي يعدّ كل شطر فيه بيتا، وتسمى قصائده "أراجيز"، واحدتها "أرجوزة"، وصاحبها "راجزًا" أو "رجازة".
والأرجوزة هي غير القصيدة؛ لأن القصيدة يكون البيت فيها مكونا من مصراعين، والرجز يصير قصيدا حينما تكثر أبياته فيطول، فلا يمتنع أيضا أن يسمى ما كثرت بيوته من مشطور الرجز ومنهوكه قصيدة، لأن اشتقاق القصيد من قصدت إلى الشيء، كأن الشاعر قصد إلى عملها على تلك الهيئة، والرجز مقصود أيضا إلى عمله كذلك، أي إنه قصد إطالة الرجز قصدا، فصنع منه القصائد، فالقصيد يمكن أن يطلق على كل الرجز، وليس الرجز مطلقا على كل قصيد.
والشعر كله اما أراجيز وإما قصائد، ويسمى ناظم الرجز راجزا، وقائل القصيدة شاعرًا.

بحر الأرجوزة وأنواعها:

التام:

وزنه التام هو:
                                      مستفعلن مستفعلن مستفعلن
                                      مستفعلن مستفعلن مستفعلن

المجزوء:

ولكن قد يستعمل هذا البحر بشكل غيركامل، فإذا ذهب منه جزء واحد سمي مجزوءا، وهو الذي يبقى على أربع تفاعيل، ولشوقي ضيف ارجوزه مشهورة من هذا النوع، وأولها:
                             لي جدة تــرأف بي      أحنى علي من أبي

المشطور:

وإذا بقي على ثلاث تفاعيل سمي مشطورا، ومنه أرجوزة لحافظ يقول فيه:  
                   تحية كالورد في الأكمام          أزهى من الصحة في الأجسام
                   يسوقها شوقي إليكم نامي        تقصـــر عنه هــمــة الأقـــلام

المنهوك:

وإذا بقي البيت على تفعلتين فسمي منهوكا، ومنه بعض أراجيز أبي نواس المشهورة التي يقول في احداها:
                             إلـهنــا مـا أعـدلــك               مليك كـل من ملك
                             لبـيك قـد لبـيـت لك                ما خاب عبد سألك
                             أنت له حيث سألك                لولاك يا رب هلك

تطور الارجوزة:

قال بعض الرواة أن الرجز جاء قبل الشعر، وقال بعضهم أن الشعر في الأصل كان رجزا، حتى كان المهلهل وامرؤ القيس راجزين، ثم حولاه إلى قصيدة.
وقد كان في بداية الأمرعبارة عن مقطعات بسيطة تجري على ألسنة الناس، ثم ترقى شيئا فشيئا، وانتقل من المقطعات إلى الأراجيز، فكان يستخدم بكثرة في العصر الجاهلي، وصار كالوزن الشعبي العام الذي يدور على كل لسان، ومن أجل ذلك لا نجد شعراء الجاهلية ينظمون فيه، فكأنما تركوه للجمهور، فينظمها كثيرون معروفون ومجهولون، حين يحدون ببعير وحين يتناولون أي عمل كحفل بئر أو متح منها.
ثم لقي الرجز عناية خاصة في العصر الاموي، فتطور الشعر العربي، وأصبحت الارجوزة منه خاصة تؤلف من أجل حاجة المدرسة اللغوية، وتعد الارجوزة الأموية من هذه الناحية أول شعر تعليمي ظهر في اللغة العربية، فنجد هذه الرغبة في العناية بالغريب عند كثير من الشعراء، وهو اتجاه تعليمي دعت إليه عناية الأجانب بتعلم العربية ونهوض طائفة من العلماء بجمع اللغة وشواردها. وقد انبرى العجاج، وابنه رؤبة، يجمعان في شعرهما هذه الشوارد، حتى تحول ديواناهما إلى معجمين للغرائب اللغوية.

ميزات الارجوزة من حيث الفن:

1-   انها تكون قصير العبارات
2-   ولها جمال خاص من حيث الغناء
3-   وانها تكون متحدة من حيث الموسيقى
4-   تكون سهلة الألفاظ وسلسة النظم
5-   يسهل على القاري حفظها
6-   وتمتازبتقطيع العبارات والجمل الإعتراضية
7-   وتشتمل على غرابة الألفاظ

ميزات الأرجوزة من حيث الموضوع:

1-   انها تتناول كل أغراض القصيدة مثل الحديث عن الاطلال، ووصف الناقة والرحلة، والمدح، والهجاء، والفخر وغيرها من الأغراض القديمة.
2-   وانها تشتمل على الأفكار والمعلومات
3-   وانها تخبر عن الحقائق المجردة
4-   وتنظم فيها الاصول الدينية والنحوية

أسباب فناء الأرجوزة:

1-   عسر حفظ روي واحد في اشعار طويلة
2-   الملل عن الروي الوحيد عند طول الشعر
3-   صعوبة حصر المعنى التام في بيت واحد
4-   الاضطرار إلى تقسيم المعنى الواحد على بيتين أو ثلاثة او أكثر
5-   عدم وضوح المعنى وكون التعقيد
كانت من مخترعات شعراء البادية والعامية، فاستنكرها شعراء الدولة

النقائض

النقائض

النقائض في اللغة

نقض الشيء: أفسده بعد احكامه، قال تعالى: ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها، والنقائض هي جمع النقيضة، وهي من الشعر : القصيدة ينقض بها الشاعر ما قاله شاعر آخر.

النقائض في الإصطلاح

ويذكر عمر فروخ أنها قصيدة يرد بها شاعر على قصيدة لخصم له، فينقض معانيها عليه، ويقلب فخز خصمه هجاء، وينسب الفخر الصحيح إلى نفسه هو، وتكون النقيضة عادة من بحر قصيدة الخصم وعلى رويها.

نشأة النقائض:

فن النقائض هي في الأصل الهجاء، والهجاء القبلي في الجاهلية هو الذي استمر وظهر في العصر الأموي بشكل النقائض من حيث الفن،  وكانت النقائض في العصر الأموي يبعثها عادة خلاف بين قبيلتين أو أسرتين، فينتصر شاعر لقومه أو لأحلاف قومه، فيرد عليه شاعر من هؤلاء، فيعود الأول إلى الرد عليه، ثم يلتحم الهجاء ويستطير، وأذكى هذه النزعة في الشعراء قيام الأحزاب وتقرب هؤلاء الشعراء إلى الخلفاء والأمراء بهجاء خصومهم تكسبا للمال.

الطرق التي سلكها الشعراء في فن النقائض:

هناك عدة طرق ومسالك التي سلكها الشعراء في شعر النقائض، وهي:
1-   تكون النقيضة عادة من بحر قصيدة الخصم وعلى رويها، مثل الأخطل يقول (من البحر البسيط على روي الراء المضمومة):
خف القطين فراحوا منك أو بكروا                   وأزعحتهم نوى في صرفها غير
فأجابه جرير (من نفس البحر وعلى نفس الروي):
قل للديار سقي أطلالك المطر                        قد هجت شوقا وماذا تنفع الذكر
2-   وقد تختلف أحيانا حركة الروي في النقائض كقول الفرزدق (من البحر الكامل على اللام المضمومة):
ان الذي سمك السماء بنى لنا                          بيتا دعائمه أعز وأطول
فأجابه جرير (من البحر نفسه ولكن على اللام المكسورة):
لـــمن الديـار كأنــها لم تحلل                          بين الكناس وبين طلح الأعزل
إذا قال أحد الخصمين قصيدة جديدة (ولو كانت استمرارا لمهاجاة قديمة) فانه ينظمها عادة من بحر جديد وعلى روي جديد، إلا أن خصمه إذا رد على هذه القصيدة الجديدة تقيد ببحرها ورويها.
3-   وربما يشترك في المناقضة بضعة شعراء، ومن ذلك مثلا قول الفرزدق يخاطب جريرا:
يا ابن المزاغة والهجاء إذا التقت           أعناقه وتماحك الخصمان
فقال الجرير يرد على الفرزدق:
لمن الديار ببرقة الروحان                    إذ لا نبيع زماننا بزمان
وقال الأخطل يرد على جرير أيضا:
بكر العوازل يبتدرن ملامتي                          والعالمون، وكلهم يلحاني
4-   المختار في النقائض ان تكون طوالا
5-   في النقائض يفتخر الشاعر بنفسه وبقومه، وبفضائل نفسه كالشعر والكرم والشجاعة، ثم بأحساب قومه كالحروب التي انتصرو فيها والعهود التي وفوا بها، والمحاسن التي أتواها من الكرم والدفاع عن الأعراض والقيام بشأن القبيلة وما إلى ذلك.
6-   وينقب الشاعر في فن النقائض عن معايب خصمه وقوم خصمه فيذكرهم جميعا بالعي والبخل والجبن، حقا أو باطلا، ويذكر ايضا الحروب التي هزموا فيها والعهود التي نقضوها والمخازي التي عرضت لهم.
7-   وفي النقائض اقذاع شديد وفحش وبذاءة، إلا أن المتناقضين قد تعرضوا دائما للعيوب الخلقية النفيسة كالبخل والجبن والغدر والزنا، ولم يتعرضوا للعيوب الجسدية كالعرج والعور إلا نادرا.
8-   قد يمدح الشاعر خليفة أو أميرا بقصيدة يعرض فيها أيضا لهجاء خصمه أو للرد عليه فتكون نقيضة
9-   وقد يرثى الشاعر امرأته ثم يهجو خصومه كما فعل جرير.

أهمية النقائض:

وللنقائض عدة أهميات من ناحيات شتى، فهي مهمة من حيث السياسة، والإجتماع، واللغة، والأدب.

أهمية النقائض من حيث السياسة

صورت النقائض النزاع السياسي على الخلافة بين الامويين وبين خصومهم، ومع أن الاموين قد انتصروا في هذا النزاع انتصارا حاسما، ومع أن الأحزاب السياسية الاخرى قد فقدت قوتها الفعالة.
والشعراء الذين دخلوا في هذا النزاع لم يدخلوه وهم يحملون عقيدة أموية أو زبيرية أو علوية، وانما دخلوه للتكسب في الدرجة الاولى، حتى ان الشعراء الزبيريين انقلبوا بعد ذلك الامويين، وكذلك الاخطل النصراني مدح الخلفاء مدائح اسلامية الطابع تناقض عقيدته الدينية.

أهمية النقائض من حيث الاجتماع

ان مجموع الشعر الاموي يدلنا على ان البداوة ظلت غالبة علي المجتمع الاموي، وان الشعر الاموي مملوء بالمفاخر الجاهلية والبدوية كالفخر بالانساب وبأيام العرب وبالكلام على الثأر.
وظل شعراء المناقضات يعدون  الحياة الحضرية في باب معايب القومية، إلا أن الشعر الاموي امتلأ أيضا بالألفاظ الاسلامية و الآراء الاسلامية.

أهمية النقائض من حيث اللغة

وللنقائض قيمة لغوية، فشعراء المناقضات قد حفظوا اللغة  العربية صافية كما كانت في الجاهلية، فقد حفظوا العدد الاوفر من الالفاظ، وكذالك راعوا جزالة الالفاظ، وكذالك التراكيب وجدناها متينة تجري على الاسلو العربي القديم.

أهمية النقائض من حيث الأدب

كانت النقائض تقليدا واضحا للمعلقات خاصة في شكل القصيدة وفي كثرة أغراضها وطول نفسها وفي كثيرة من خصائص أخرى كالفخر بالانساب والهجاء القبلي والنسيب في مطالع القصائد وكالغزل البدوى عفيفا وصريحا، فانها كانت اكثر لصوقا بالجاهلية؛ لأن الشعراء كانوا معجبين بالشعراء الجاهلين يتخذون أئمة وهداة ويحتذون اشعارهم ويحاكون خصائصهم.

الغزل في العصر الاموي

بسم الله الرحمن الرحيم
الغزل في العصر الأموي
الغزل في اللغة:
الغزل هو حديث الفتيان والفتيات، وقال ابن سيده: الغزل هو اللهو مع النساء.
الغزل في الإصطلاح:
الغزل هوالقصيدة من الشعر الذي يدور موضوعه على الحب والعشق، يعبر فيه الشاعر عن خلجات قلبه وما تضطرب به نفسه من عواطف وانفعالات نحو حبيبته.
والغزل هو حديث القلب إلى القلب، وفن التحدث إلى المرأة بلغة الحرقة والإشتياق مرة والتذلل والاستعطاف أخرى، وشكوى الدهر والعواذل أحيانا مع تصوير ما يستبد بالشاعر من يأس وأمل وقلق وهدوء وصدو ووصال، وقد أطلق على هذا اللون اسم "النسيب".
والغزل كذلك فن التحدث عن جمال المرأة خَلقا وخُلقا على براعة في الوصف والتودد والتشبيب، بيد أن الشعراء والنقاد يستعملون مفردات التغزل والنسيب والتشبيب بمعنى واحد، وهو هذا الفن الوجداني المعبر عنه عامة بلفظة "الغزل".
نشأة الغزل
لم تخل العصور الادبية السابقة من الغزل، ولكن في عهد بني أمية قد طما سيله لتوفر عوامله، ونحن نعني بالغزل هنا ما استقل بذاته ولم يأت وسيلة للكلام على غيره من أغراض الشعر المعهودة التي رأيناها في الجاهلية، وأصبحت بعد ذلك العهد تقليدا يجري عليه الشعراء في افتتاح القصائد المدحية وغيرها.
وهذا الغزل الجديد لانجده إلا نادرا في الشام والعراق، وذلك أن الشام أصبح مقرا الخلافة الأموية كما كان العراق مقرا المعارضة، فكان البلدان ميدان السياسة لا مقر السكينة والفراغ، وكان فيهما الغزل التقليدي على أسلوبه القديم، وإنما نشأ الغزل الجديد في الحجاز وما يليه من البلاد العربية الخالصة.



عوامل وأسباب تطور الغزل
لقد انحدر الغزل الاموي من الغزل الجاهلي، غير أن الغزل كان في الجاهلية غرضا من أغراض القصيدة يأتي في أبيات تقل أو تكثر، وتتوالى أو تتفرق، فلما إنحدر إلى العصر الأموي أتيح له شعراء وقفوا جهدهم عليه.
ومن الحجاز خرجت الجيوش العربية لفتح الأمصار فانفقت على المدينة كنوز الأرض كما اندفق عليها الموالي من فرس وروم وشاميين ومصريين، وكان ذلك كله عاملا كبيرا في إنشاء حضارة جديدة اختلط فيها العرب بالشعوب الأعجمية وغاص فيها عرب المدينة بالترف والثراء.
وما انتقلت الخلافة إلى بني أمية حتى تبدلت الحال بغيرها، فانتقلت السياسة من الحجاز إلى الشام، وقام أهل الحجاز في صفوف المعارضين لبني أمية فانصرف عنهم الأمويون ولم يستخدموهم في وظائف الدولة الكبرى إلا فيما ندر.
ثم أهال الأمويون على أهل المدينة الأموال الطائلة لصرفهم عن السياسة، كما كبحوا جماع البدو ومنعوهم من الغزوات والغارات، فكان من ذلك كله بيئة فراغ.
أما في البادية من نجد والحجاز فقد اجتمع الحرمان والكبح مع الفقر، وكانت نتيجة ذلك نغمة زهد أو ميل إلى المثل العليا، وكان هذا الميل قسمين: دينيا وغزلا عفيفا.
وأما في الحاضرة فقد اجتمع الياس مع وفرة المال والثروة، فكان أنباء المهاجرين والأنصار في مكة والمدينة مثرين، واليأس والثروة أنتجا اللهو والإسراف في اللهو، فقد نشأت طبقة من الشبان الفارغين كانت حياتهم الإجتماعية حياة مجون وإثم، ساعدهم على ذلك كثرة الرقيق وما انتشر في البلاد من ضروب الملاهي، ولا سيما الغناء وما صحبه من موسيقى فشت في المدينة فشوا واسعا جدا، وقد نهض الموالي من المغنين والمغنيات بهذا الغناء نهضة شديدة، واقترنت هذه النهضة الغنائية نهضة كبيرة في فن الشعر الذي يغنى ويصحب بالضرب والغرف على الآلات الموسيقية، وهو شعر يدور في أغلبه على الحب ووقائعه، وكان في أكثر جوانبه غزلا مكشوفا ينشر الفساد مع الغناء.



أنواع الغزل
كان الغزل في هذا العهد على نوعين:
1- الغزل البدوي أوالعذري
2- الغزل الحضري أو الإباحي
الغزل العذري
أما البدوي فهو غزل العذريين الذين يعتنون بالحب الأفلاطوني العفيف، فهذا النوع يتقرب اجمالا من التعفف ويبتعد عن الإباحة.
اكتسب اسمه من قبيلة بني عذرة التي كثر فيها الشعراء الذين إختار كل واحد منهم أن يقصر همه وشعره على امرأة واحدة يرى فيها وفي قربها سعادته وشقاءه، ثم لا يلتفت إلى امرأة غيرها أيضا.
والمفروض أن يكون الغزل العذري غزلا عفيفا، ولا ريب في أن الشعر العذري شعر عذب سهل محبب إلى النفس الإنسانية؛ لأنه في الواقع يمثل النزوع الموجود في كل نفس إلى الحياة الطبعية في البشر.
وهذا النوع من الغزل يمتاز بالبداوة التي تكسب رصانة في غير عنف ولاجفوة، وتكسب معناه سذاجة في غير سخف ولا إسفاف، وهو يمتاز أيضا بالصدق في وصف العاطفة وتمثيلها.
ثم إننا لا نجد في هذا الشعر شخصيات متمايزة متباينة بين أصحابه، فكله قد نسي نفسه أو فنى في موضوعه فناء محا شخصيته، فاختلط أمر هؤلاء الشعراء على الرواة، واختلط من ثم شعرهم، فأضيف إلى الواحد ما هو للآخر، هذا فضلا عن كثرة التواطؤ في هذا الشعر على المعاني الواحدة والألفاظ الواحدة والأسلوب الواحد.
ومن أهم شعراء هذا النوع هم:
1- جميل بن معمر صاحب بثينة
2- ليلى الأخليلة صاحب توبة بن حمير
3- المجنون العامري صاحب ليلى
4- قيس بن ذريح صاحب لبنى


الغزل الاباحي
وأما الحضري فهو غزل إباحي يتغنى فيها الشاعر بالحب وملذاته الجسدية منصرفا فيه إلى الوصف القصصي الواقعي ن غير خجل ولا حياء؛ فإنه لايكتفي فيه بشرح الأسواق وشكوى الفراق بل يتجاوز إلى ذكر محاسن الحبيب و ملذات اللقاء بجرأة وتطرف.
وهذا النوع هو في الأصل المبالغة في الحب العذري التي أدت إلى ظهور الشعراء المجانين، أولئك الشعراء الذين ذهب عقلهم في تلك الأوهام التي كانوا يشتحونها لأنفسهم في خيالهم، ومع أن الشعراء المجانين غير ثابت على القطع بشعرائه؛ فإن هذه الطبقة من الشعراء كانت موجودة وكان لها شعر يبدو أن بعضه اختلط ببعض.
ومن ميزات هذا الغزل عدم ثبات الشعراء علي امرأة واحدة بل کانوا دائمي النقلة کالنحلة من زهرة إلي اخري مما دعا الي کثرة الأسماء عندهم.
ومن أهم شعراء هذا النوع:
1- عمر بن أبي ربيعة
2- الأحوص
3- الوليد بن يزيد

خصائص الادب العربي في العصر الاموي

بسم الله الرحمن الرحيم
الشعر الأموي وخصائصه
شعرالأمويين امتداد لشعر الجاهلية، والسبب في ذلك يعود إلى أن الخلفاء الامويين كانوا من العرب الخلص يعجبون بأساليب القدماء، وهكذا ظل الشعر جزل العبارة، قوي الاسلوب، فصيح التركيب بعيدا عن اللحن، محافظا على نظام القصيدة العربية التي تتناول عدة أغراض لا غرضا واحدا وتلتزم وزنا واحدا وقافية واحدة باستثناء الغزل الذي عرف وحدة القصيدة واسلوب الحكاية والقصص.
العوامل التي اثرت في نهضة الادب وتطوره
ان العصر الاموي كان عصر نهضة ادبية كبرى تجلت في كل من الشعر والنثر والخطابة، وقد زاد في اتساعها عوامل كثيرة، ومن اهمها:
1- سياسة الدولة الاموية
2- صراع الاحزاب
3- امتداد رقعة الامبراطورية
4- الحياة الدينية
5- تطور الدولة وتنظيمها
6- يقظة العصبيات
7- عناية الخلفاء بالادب واللغة وعقدهم المجالس للسمر والتندر والشعر
خصائص الشعر الاموي
نجد الشعر في العصر الاموي متنوعا إلى عدة، منها ما يتعلق بالشعر السياسي، ومنها ما يتعلق بالغزل، ومنها ما يتعلق بالمديح، ومنها ما يتعلق بالهجاء وغيرها.
ميزات الشعر السياسي:
1- أصبح غرضا يقصد لذاته وتنشد فيه القصائد، فشمل كل الاغراض كالمدح والهجاء والفخر
2- تفرعت فيه السياسة إلى نوعين: قبلية وحزبية، وكان لكل حزب شعراءه الذين ينطقون باسمه ويدافعون عنه، ويردون على الاعداء، وكان لكل حزب خصائص يتميز بها، فـ شعر الاموين يمتاز بما يلي:
1-             يضفي على الخلافة الاموية هالة من الدين
2-             يطالب بحق عثمان بالخلافة وحق الامويين بارثه
3-             يكفر خصوم بني امية
4-             يشارك بعض شعرائه في السياسة الاموية نفسها
شعر الشيعة يمتاز بما يلي:
1-             الاشادة بحب آل بيت
2-             التفجع على القتلى من الطالبين
3-             الاحتجاج للشيعة واظهار حقهم بالخلافة
4-             الحملة على بني امية
5-             المناداة برجعة الامام المنتظر
6-             حرارة العاطفة وصدقها في التفجع والبكاء
7-             غلبة العاطفة الدينية على شعرهم
شعر الخوارج يمتاز بما يلي:
1-             تصوير صادق لشجاعتهم وبطولتهم
2-             انعكاس لتقواهم وزهدهم
3-             حض على الثورة ضد الاموين
4-             اتصاف بشيء كثير من الجزالة الاسلوبية وقوة التعبير وخلو من العصبية القبلية
5-             تشابه في المعاني والاسلوب والموضوعات
3- اشتمال الشعر على مطالع غزلية ووصف للطلول، وعلى مديح وهجاء وفخر ومحاجة، ووصف للمعارك والحروب، واشادة بالانتصارات والابطال.
ميزات الغزل:
ينقسم الغزل إلى اثنين: البدوي والحضري
فالبدوي يمتاز بما يلي:
1- تزخر به من وفاء واخلاص لحبيبة واحدة
2- اهتمام بالجانب الروحي من الحبيبة
3- ثقة متبادلة بين الحبيبين
والحضري يمتاز بما يلي:
1- يقوم على التغني بمفاتن الجسد
2- تعدد الحبيبات
3- عدم الاخلاص إلا للجمال
ميزات المديح:
قوي شأن المديح في العصر الاموي، وأقبل الشعراء يتكسبون به، والمديح نوعان:
مديح سياسي، ومديح تكسبي
ومن ابرز مداحي العصر الاموي: جرير، والاخطل، والفرزدق، وراعي الابل، وعبيد الله بن قيس الرقيات
اما معاني المدح فلم تتطور كثيرا في العصر الاموي، بل ظلت مطبوعة اجمالا بطابع السذاجة والبداوة.
ميزات الهجاء:
الهجاء من الفنون الشعرية التي شاعت كثيرا في العهد الاموي لأغراض سياسية ولعصبات القبلية واسباب شخصية خاصة بالشعراء، ويمتاز هجاء العصر الاموي بما يلي:
1- استعمال اللفظ البذيء والتصريح بذكر العورات
2- الافحاش في الكلام
3- امتلاء الشعر بالشتائم
4- تصوير الخبائث التي يسخر الشاعر بواسطتها من خصمه
ولسنا نجد في الهجاء الاموي تطورا مهما في المعاني والاخيلة والصور، حتى ولا في الاسلوب الا ما كان من شأن النقائض التي برع بها شعراء المثلث الاموي.
وسوى هذه الانواع نجد في هذا العصر شعر الخمر واللهو المجون الذي ينضوي جزء منه تحت الغزل الحضري، والجزء الاكبر يتجلى في خمريات الاخطل وفي خمريات الوليد بن يزيد.
وهناك نوعان شعريان لم يكونا نادرين في العصر الاموي، هما: الفخر والرجز.
أما الفخر فمعظمه ورد في الشعر السياسي والعصبيات القبلية والنقائض الهجائية والمديح، لذلك هو يلحق بهذه الفنون، ومن ابرز شعرائه: الفرزدق.
وأما الرجز فقد تطور حتى وقف جنبا إلى جنب مع الشعر الكلاسيكي المعروف، ومن ابرز شعراءه: رؤبة بن العجاج.
وظل الشعراء الأمويون يتقيدون بنظام القصيدة الجاهلية، وظل الحضريون يبدءون قصائدهم بوصف الأطلال والبكاء على الديار رغم اختلاف بيئتهم عن بيئة الجاهليين، وفي الحجاز ظهرت طائفة من الشعراء الذين جعلوا للغزل قصائد كاملة وليس مطلع القصائد فقط بما يخالف منهج القصيدة الجاهلية
واعتمد الشعراء في هذا العصر على التصوير في إبراز المعاني ، واستمدوا خيالهم من البيئة المحيطة بهم ، وقد جاءت صورهم حسية جزئية.
 وألفاظ الشعر الأموي كانت واضحة معبرة متأثرة بالقرآن الكريم والحديث الشريف.
وتميزت موسيقى هذا العصر بأنها كانت واضحة النغم في الوزن والقافية.