الأربعاء، 17 أغسطس 2016

نبذة عن حياة عبد الله بن المقفع

عبد الله بن المقفع

صورة ابن المقفع من ذهن الراسم
هو عبد الله بن المقفع، كنيته أبو محمد، كان فارسي الأصل، ولد في مدينة "جور" بفارس، سنة أربع وعشرين وسبعمائة من الميلاد، وكان اسمه روزبه، واسم والده دازويه، وكان ابوه يتولى خراج فارس للجاج بن يوسف، فألزم بالسرقة من مال السلطان، فضربه الحجاج حتى تفقعت يده، فسمي بالمقفع.
انتقل ابوه إلى البصرة، فنشأ فيها ابن المقفع، واحتك فيها بالعرب والثقافة العربية، وجعل يكتب بأسلوب عربي فارسي، في لغة سمحة، وتفكير عميق، فتعالى صيته، وانتشرت سمعته، ومالت الأنظار والقلوب إليه، حتى استدعي إلى ديوان بني أمية، فجعل يكتب لعمر بن هبيرة، ثم ليزيد بن عمر هبيرة الذي كان والي العراق من قبل مروان الأموي، ثم كتب لأخيه داود بن هبيرة، وكان حينئد في العشرين من عمره.
وكان يدين بدين الزرداشتية حتى إلى عهد بني أمية، وبعد الانقلاب العباسي اتصل بعيسى بن علي، عم السفاح والمنصور، الذي كان والي الأهواز، فأسلم على يده، وجعل يكتب له، واستمر في خدمة عمله حتى قتله سفيان بن معاوية والي البصرة من قبل المنصور، فقطع منه عضوا عضوا ورمي به في التنور، فتوفي سنة تسع والخمسين وسبعمائة من الملاد، في الخامسة والثلاثين من عمره.
واختلف في سبب قتله، فقيل: لأنه كان على الزندقة، وقيل: بل أراد المنصور أن يستدرج عمه عبد الله بن علي، وقيل: إنه ألف كتاب كليلة ودمنة تعريضا بالمنصور وتلميحا إليه، والأغلب: أنه قتل بسبب تشدده في كتابة صيغة الأمان التي وضعها ابن المقفع ليوقع عليها أبو جعفر المنصور أمانا لعبد الله بن علي عم المنصور، فأفرط ابن المقفع في الاحتياط فيها حتى ﻻيجد المنصور منفذا للإخلال لعهده، فقد كتب فيها أن المنصور إن أخل بشرط من شروط هذا الأمان كانت نساؤه طوالق وكان الناس في حل من بيته.
كان ابن المفقع من أقوى الشخصيات في عالم الأدب العربي، فكان قويا في خلقه، قويا في عقله وسعة علمه، قويا في لسانه، وكان علمه واسعا لإتساع معارفه، فقد جمع إلى الثقافة العربية الثقافة الفارسية والثقافة اليونانية والثقافة الهندية عن طر يق الفارسية، فهو زغيم المدرسة الكتابية الأولى في العهد العباسي وإمامها، وكان له يد طويلة عبقرية في فن الترجمة والنقل.
وكان ابن المقفع شديد الذكاء، عقله اكبر من علمه، دقيق الملاحظة، بارعا في معالجة المادة الحسية والعقلية، وكان بارعا في البحث والتحليل وفي سرد القصص وضرب الأمثال.
والالفاظ عند ابن المقفع فصيحة، والتركيب عنده صحيح سهل، إلا أن جمله طويله متعانقة، وهو بارع في التصرف بأحرف الجرّ الكثيرة وبأسماء الموصول، واسلوبه خال من الصناعة، وانه كان كاتبا مترسلا متوظفا، ولكن شهرته تقوم على كليلة ودمنة. 

عن كتابه كليلة ودمنة

فكليلة ودمنة هو كتاب فيه اربع مقدمات، ثم خمسة عشر بابا تدور حول أسئلة يلقيها ملك من ملوك الهند، يدعونه "دبشليم" على فيلسوف معاصر له، يزعمون أن اسمه "بيدبا"، وقد أجاب بيدبا على هذه الأسئلة بأجوبة مناسبة، ثم ضرب على ما أجاب به أمثلة.
وفي هذا الكتاب يتعلم الأمراء كيف يحكمون الرعايا، وكيف يتعايش الناس فيمابينهم، أويشيرون على طاعة أولي الأمر منهم، وعمدة الكتاب أن ثمة مثلا عليا ثابتة من طاعة السلطان وحسن الصداقة وفن الصدق في القول والعمل ومن أدب الضيافة.
وفي أصل هذا الكتاب إختلاف، فكتب ابن المقفع في مقدمته: أن الكتاب هو هندي الأصل، نقله الفرس إلى لغتهم، ثم جاء هو ونقله من البهلوية (الفارسية القديمة) إلى العربية.
وقال بعضهم: إن الكتاب قد وضعه ابن المقفع بنفسه؛ لأن الكتاب غير معروف في الآداب القديمة، ولايوجد اسم دبشليم الملك، ولا بيدبا الفيلسوف في التاريخ، وما في الكتاب من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآراء الفقهية يدل على أن الكاتب قد نشأ في بيئة اسلاميةعربية محض.
وقال بعضهم: إن هذه القصص والأمثال كلها كانت معروفة، وكانت توجد بأعيانها أو بأشباهها عند اليونان وعند الفرس وعند اليابانيين، فابن المقفع هو إنما نقل الآراء الأجنبية إلى اللغة العربية، وصاغها صياغة عربية تلائم البيئة العربية.

الأعمال الكاملة لابن المقفع:

في التاريخ: 

1- خداينامه (في سير ملوك العجم)
2- آين نامه (في عادات الفرس و|آدابه)
3- التاج (في سيرة انوشيروان)
4- الدرة اليتيمة والجوهرة الثمينة ( في أخبار السادة الصاليحين)
5- مزدك

في الفلسفة:

1- قاطيوغورياس (المقالات العشر)
2- باري ارميناس (في العبارة)
3- انالوطيقا (تحليل القياس)

في الأدب والإجتماع:

1- الأدب الكبير
2- الأدب الصغير
3- كليلة ودمنة

الرسالة:

1- رسالة الصحابة، أو الهاشمية، (في نقد نظام الحكم واصلاحه)، وهي رسالة كتبها إلى أبي جعفر المنصور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق