الأربعاء، 24 أغسطس 2016

نبذة عن حياة الجاحظ

عمرو بن بحر الجاحظ الكنعاني
صورة الجاحظ من ذهن الراسم
صورة الجاحظ من ذهن الراسم

اسمه عمرو بن بحر، وكنيته أبو عثمان، ولقب بالجاحظ؛ لأن عينيه كانتا بارزين من حدقتيهما الواسعتين، وكان أسود اللون، فاختلف في أصله، ذهب بعضهم إلى أنه كان مولى لأبي القلمس عمرو بن قلع الكناني من العناصر الأفريقية التي تداخلت في العنصر العربي، وقال بعضهم بانه كان عربيا خالصا، وإنما جاء السواد من قبل احدى جداته في عمود نسبه.
ولد الجاحظ في مدينة البصرة سنة خمس وسبعين وسبعمائة من الميلاد، توفي والده في حديث سنه، فنشأ وترعرع في البصرة التي كانت أكبر حواضر العلم والأدب بعد بغداد في ذلك العصر، وقضى أكثر عمره فيها، يجتمع في مسجدها مع رفاقة طائفة من العلماء وأرباب الأدب والنحو واللغة الذين كانوا عرفوا بـ "المسجديين"، فأقبل الجاحظ إليهم يجالسهم ويأخذ عنهم الكثير من العلوم والآداب بفضل ذكائه وحافظته، وقد كان تعلم القراءة والخط في احدى الكتاتيب، فبرع في صحبتهم في الفصاحة وأساليب التعبير شفاها عن خطباء العرب في سوق "المربد"، فأخذ كثيرا من علوم العربية عن أبي عبيدة معمر بن المثنى والأصمعي وأبي زيد الأنصاري، وأخذ النحو خاصة عن الأخفش، وعلم الكلام عن أبي اسحاق ابراهيم النظام، وعلاوة هذا كان له شغف خاص بمطالعة الكتب، فكان يتردد منذ حداثته إلى سوق المربد ويكتري حوانيت الوراقين ويبيت فيها مطالعا.
كان الجاحظ في أول أمره ضيق الرزق، يبيع الخبز والسمك بسيحان، وهو نهر بالبصرة، ثم انتقل إلى بغداد، وتردد إلى مجالس الأدباء كابن وهب وابن الزيات، ووجد عندهم مالم يجده عند مشائخه الذين أخذ عنهم الشعر والأدب، وبهم عرف ماهية الشعر وقام بحق الأدب والكتابة، وظل هكذا يتوسع في ماحصله حتى تمت له ثقافة راقية، وتنبه عقله، فتمكن من التعرض لقضايا خطيرة في الدين، وكان يعرف الفارسية، فيكثر من مطالعة المؤلفات الفكرية والفلسفية، ثم شرع في التأليف، وكان ينسبها في أول أمره إلى ابن المقفع وسهل بن هارون حتى استولت له شهرة كبيرة بين كتاب عصره، فعلا نجمه، وترامت تلك الشهرة إلى أذن المأمون، وقرأ المأمون كتابا له "كتاب الإمامة"، واعجب به، فاستقدمه وسأله أن يكتب له رسالة في العباسية، ثم أقامه على ديوان رسائله، ولكنه كره حياة الديوان، فلم يلبث فيه سوى ثلاثة أيام وخرج.
وفي آخر حياته أصيب بفالج نصفي، فعاد إلى البصرة، حيث لزم بيته، فهرع العلماء والأدباء إلى زيارته، ثم أصيب بداء النقرس، وفي المحرم من سنة مائتين وخمسة وخمسين (٢٥٥ هـ- 868 م) سقطت عليه مجلدات من كتب، وهو جالس بينها يقرأ، فمات وعمره كان نحو ست وتسعين سنة.
وكان الجاحظ قبيح المنظر، مشوه الوجه، ناتي العينين، ولكنه كان مطبوع على الظرافة والفكاهة، ينظر إلى الأمور نظرًا ليس هو نظر السوداوي وﻻ نظر العصبي، وكان رجلا واقعيا ينظر إلى الأمور كما هي، ومعاشرته كانت معاشرة رجل حلو الحديث، حسن المحاضرة، حاضر الجواب، سريع النكتة، وكان يحب اللهو وسماع القياع والمغنين، كما كان مفطورا على الوفاء لأصحابه والثبات على ودهم، ولئن حرص على شيء في حياته فعلى الوقت الذي كان لديه أثمن من المال، والمال يبذله بسخاء، أما الوقت فلا يضيع منه ما يمكن شغله بالمفيد.
 كان الحاحظ ذكيا غريب الذكاء، قوي الملاحظة، واسع التفكير، بارعا في كثير من علوم اللغة والآداب ومن العلوم الطبيعية والعقلية، وكان مفكرا حرّا، قليل الأهتمام بماتواضع عليه الناس.
والجاحظ في أسلوبه فصيح الألفاظ، متين التركيب، يمزج الجد بالهزل ويكثر التهكم كما يكثر الاستطراد، ويرى الجاحظ أن حقيقة البيان هي الكشف عن المعنى بألفاظ تؤدي إلى الفهم والإفهام.
وللجاحظ شيء من الشعر، فيبدو أنه كان قد حاول التكسب بالشعر في أول أمره، ثم اختص بالكتابة، وأسلوبه شديد الإتصال بأسلوب ابن المقفع في كتاب كليلة ودمنة، إلا أن أسلوب الجاحظ أمتن وآنق، ثم نهج منهجه، وأبدع أسلوبه الخاص، فظهرت المدرسة الجاجظية في الكتابة وشاعت، ونحن اليوم إذا أردنا أن نخطب أو نكتب في مجلة أو جريدة لجأنا في الأكثر إلى أسلوب ابن المقفع، وأما إذا أردنا أن نكتب مقدمة لكتاب أو أن نطنب في وصف أمر من الأمور خطابة أو كتابة فإننا نلجأ عادة إلى أسلوب الجاحظ.

كتب الجاحظ

كتب الجاحظ كثيرة جدا ومتنوعة الموضوعات، فقد كتب في معظم الفنون التي كانت معروفة في أيامه.

من كتبه في الفلسفة والإعتزال والدين:

1- الاستطاعة وخلق الأفعال
2- الإعتزال وفضله
3- خلق القرآن
4- آي القرأن
5- الاحتجاج لنظم القرآن
6- الإمامة
7- الرد على اليهود
8- الرد على المشبه
9- الدلائل والإعتبار على الخلق والتدبير

من كتبه في السياسة والإقتصاد:

1- الإستبداد والمشاورة في الحرب
2- أقسام فصول الصناعات ومراتب التجارات
3- الزرع والنخل والزيتون والأعناب
4- رسالة في مناقب الترك وعامة جند الخلافة
5- رسالة في الخراج

من كتبه في الإجتماع والاخلاق:

1- اخلاق الشطار
2- اخلاق الفتيان وفضائل أهل البطالة
3- خصومة الحول والعور
4- رسالة في إثم السكر
5- البخلاء

من كتبه في العصبية وتاثير البيئة:

1- العرب والعجم
2- القحطانية والعدنانية
3- العرب والموالي
4- مفاخرة السودان والحمران
5- رسالة في فخر السودان على البيضان

من كتبه في التاريخ والجغرافية والطبعيات والرياضيات:

1- الملوك والأمم السالفة والباقية
2- الأخبار وكيف تصح
3- الأمصار
4- المعادن
5- نقص الطب
6- طبقات المغنين
7- الحيوان
8- الكلاب
9- الأسد والذئب
10- رسالة في الكيمياء
11- رسالة في القيان

من كتبه في الشعر والعلوم اللسانية والأدبية:

1- البيان والتبيين
2- المحاسن والأضداد والعجائب والغرائب

من كتبه في موضوعات شتى:

1- الأخوان
2- رسالة التربيع والتدوير
3- رسالة في العشق والنساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق